
زوايا الموقع - العلاقة الزوجية - مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية
مشاركة الزوج في الأعمال المنزلية

"بكل محبة وسرور أساعد زوجتي في أعمال البيت من تحضير للطعام، إلى نشر للغسيل، وصولا إلى الشطف والجلي في بعض الأحيان"، يقول عامر منصور وابتسامة تعلو شفتيه، إضافة إلى شيء من حذر.
منصور يعمل محاميا دوليا، ولا يجد حرجا في مشاركة زوجته بعض مهام المنزل في رمضان وغيره من الأشهر، فهو يعتبر ذلك من دعائم أركان المحبة والانسجام بين الزوج وزوجته، مبينا أن زوجته لا تطلب منه ذلك، لكنه يتطوع من تلقاء نفسه وقدوته في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، المساعد الأول لزوجاته في بيوتهن، على حد قوله.
دراسة بريطانية صادرة عن جامعة أكسفورد مؤخرا أشارت إلى أن الرجال الذين يساعدون زوجاتهم في المنزل هم الأسعد في حياتهم وعملهم، ومشاكلهم قليلة وسرعان ما يتم حلها وعلاجها بكل هدوء واحترام.
في مجتمعنا الشرقي الذكوري، قلما تجد العنصر الرجالي يساعد زوجته في أعمال البيت؛ لأن الكثير من الرجال يعتبرونها نقصا وضعفا في شخصيتهم، واعتداء على دورهم، فالرجل الذي يتعاون مع زوجته يعتريه شيء من الحياء عند الاعتراف بذلك؛ خوفا من اعتباره تراجعا في هيبته أو نقصا من رجولته.
رياض عمر يعمل بائع ملابس، لا ينكر أنه يساعد زوجته ويتحمل عنها بعض أعمال البيت، بل يقوم بلبس مريول المطبخ عند الطبخ والجلي، ولا يتوانى عن القيام بغير ذلك من مهام بيتية كالشطف والكنس وتنظيف زجاج النوافذ.
يروي موقفا طريفا حصل له مع ابنه الصغير عندما كان يقطع شرائح البصل، فنزلت دموعه نتيجة التقطيع وبدأ بتجفيف دموعه بالفاين، فظن ابنه أنه يبكي فركض الطفل مسرعا إلى أمه قائلا: «ماما ماما.. تعالي شوفي بابا ببكي».
يؤكد عمر أن مساعدة زوجته تضفي على حياته الزوجية شيئاً من التعاون والألفة الذي تفتقده كثير من الأسر في ظل الحياة المعقدة هذه الأيام.
"ليش جايبها؟" يقول مازن حسين، في إشارة منه إلى زوجته، رافضا وممتنعا عن لمس أي شيء في البيت يتعبه ويجهده فوق جهده وعمله في دهان السيارات وتصليحها، مستدركا أنه يفضل أن يجلب لها شغالة أو زوجة ثانية لمساعدتها في أعمال البيت، فهو بحاجة إلى الراحة لحظة وصوله من العمل.
حسين يعارض بشدة عمل الرجال داخل المنزل، معتبرا ذلك عيبا وحرجا أمام الناس والأقارب والأصدقاء، مفضلا قضاء وقت فراغه نائما أو أمام التلفاز أو مع أصدقائه، منوها بأن واجب الرجل يقتصر على تحمل أعباء العيش، وتأمين حاجيات البيت، لا الوقوف في المطبخ وبين الأواني والصحون لغسلها وتنظيفها.
يضع يده على وجهه ضاحكا مندهشا من مفاجأة السؤال، محمد البدوي يعمل مدرسا، يفصح أنه يساند زوجته التي تعمل أيضا في أعباء البيت الكثيرة، فالعمل مناصفة في المنزل بينهما، وخاصة في رمضان لضيق الوقت وكثرة المشاغل والالتزامات.
يشرح أن هناك اتفاقا بينه وبين زوجته على تقسيم واجبات العمل داخل عش الزوجية وفق وصفه؛ لتلافي أي خلاف أو تنصل من المسؤولية، فكلاهما يعمل، وكلاهما يتعب، ولا داعي لوقوع الظلم على أحدهما، فكل يعرف واجباته ودوره.
يضيف أن من واجباته الموكلة إليه بموجب الاتفاق المشاركة في تحضير الطعام وترتيبه على مائدة السفرة، وتلميع زجاج النوافذ، ونشر الغسيل وجمعه، والكنس، وهو سهل برأيه؛ لأنه "بالمكنسة الكهربائية".
يقترح البدوي إيجاد جمعيات أو مراكز تسعى إلى تثقيف وتعليم الرجال، من خلال دروس خاصة، على كيفية القيام بأعباء البيت؛ لتلقين الأزواج الراغبين في تعلم أمور الطهي والغسيل والتنظيف والعناية بالأطفال، نافيا أن تكون عيبا أو نقصا أو حرجا للرجل.